ذهبت عصر الأمس لإحدى عيادات
الأسنان في مدينتي
لحضور موعد لي عند طبيب الأسنان
في أثناء دخولي العيادة صادفت احدى الممرضات
وطلبت مني الإنتظار في صالة الانتظار للنساء..لأن الطبيب الأن لازال مشغولاً
أومأت برأسي بالموافقة
وذهبت لإحدى المقاعد الجانبية
بعدها بلحظات دخلت إحدى المرضى برفقة طفليها
لتنتظر دورها أيضاً وحضرت أخرى وبرفقتها طفلة صغيرة في عمر الزهور أيضاً
مرت نصف ساعة ودقات عقارب الساعة تنبهني بمرور
الدقيقة خلف الأخرى بتباطؤ شديد ..
في تلك الأثناء التفت يميني فرأيت الأطفال
الصغار الطفلين السابقين ((أخ وأخته)) والطفلة الأخرى التي أتت برفقة والدتها
قد اجتمعوا في زاوية الغرفة بالقرب من الطاولة
ليتعارفوا ويكسروا قليلا من الوقت الممل ..وهم ينتظرون برفقة امهاتهــم
ابتسمت لمنظرهم اللطيف
أمسكت هاتفي ..اقلب بين صفحاته
من رسائل وصور واخر ماقمت به
بعد عدة دقائق سمعت اصوات الصغار تتعالى بأسماء
أيام الأسبوع سبت أحد اثنين
ادركت انهم يلعبون لعبة سبت أحد ..وانا متأكده
ان الجميع يعلم ماأقصد بها ^_^
عند ذلك رفعت نظري لهم لأرى تلك اللعبة التي
اشتاقت نفسي لايامها
فوجدت الطفلتان تلعبان سويا ..
وتقول احداهما للأخرى ((انتبهي لاتقولين الخميس
ترى تصيرين خسرانة..))
ايقنت انها تعلمها طريقة اللعبة لأول مره
ولكن ليس هذا مالفتني
فعندما يتبادلون الأيام ويقولون اسماء الايام
تقوم تلك الصغيرة بإيقاف رفيقتها عند الوصول
ليوم الأربعاء وتقول انتبهي وصلنا انتبهي الخميس
يأأأأأأأأأأأأه مأحلاهم
بكل صراحة لا أعلم مالذي أصاب روحي من ذلكـ
الموقف
تذكرت روعة الطفولة
نقاوة البراءة
شعور يستحيل أن يمتلكه أي واحد منا اليوم وهو
شخص بالغ وعاقل وكبيـــــــر..نعم كبير بعيد عن عالم الطفولة الجميل
ولكـــــــن...
ما أعجبني ليس اللعب او
التصرف الطفولي
ماأعجبني أنها تقوم بتنبيهها قبيل الخطأ وكأنها
تشجعها للفوز ..وتترك الخسارة لنفسها
معلنة بذلك روعة التضحية البريئة والعفوية
واليـــــــوم..
يستحيل ان تشجع احدا على الفوز بدلا عنك
او حتى تقوم بتنبيهه للطريقة الصحيحة ليصعد
سلالم النجاح حتى لو كلفك ذلك حياتكــ
يستحيل
فالجميع اليوم ..يرددون نفسي نفسي
ووقتي ليس لغيري
يستحيل ان تتاح منافسة بينك وبين أحد
وتقوم بإيثاره على نفسك في سبيل ان ترتسم
بسمة جميلة على محياه بسببكـ
ولكن ..
هي الأيام كما شاهدتها دول ..من سره زمن سائته
ازمان
من يومياتي...
Rozz
